
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تُطلق برنامج زمالة جديد لبناء خبرات أفريقية في مجال صحة الدماغ وعلوم الأعصاب
أعلنت الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن إطلاق برنامج زمالة المعهد الأفريقي للصحة الدماغية. يُعد البرنامج مبادرة تعاونية مع المعهد العالمي للصحة الدماغية تهدف إلى تعزيز البحث والتدريب في مجال الصحة الدماغية في جميع أنحاء أفريقيا ويتم تقديمه من خلال الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة آغا خان في كينيا، مما يُشكل زمالة واحدة متصلة في موقعين. وقد صُمم البرنامج ليمتد على مدار عام واحد، ويُركز على معالجة تحديات الصحة العصبية والنفسية من خلال أطر متوافقة مع السياقات الثقافية والاجتماعية للقارة الأفريقية. ومن المقرر أن يتم فتح باب التقدم للالتحاق بالمجموعة الأولى في نوفمبر 2025، على أن تتم مراجعة طلبات الالتحاق على مرحلتين ليبدأ البرنامج رسميًا في سبتمبر 2026.
وقد صرّح محمد سلامة، أستاذ الصحة العالمية والبيئة البشرية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والذي يقود المبادرة أن البرنامج "يسعى إلى بناء جيل من القادة الأفارقة لتقييم الاحتياجات الخاصة لسكان القارة في مجال علوم الدماغ". وأضاف: "سيوفر برنامج مُصمم خصيصًا لتلبية احتياجاتنا دعمًا أكبر للزملاء الأفارقة، حيث سيتم تدريبهم على كيفية حل المشكلات المتعلقة بمنطقتهم بطريقة أكثر شمولية."
أظهرت الدراسات الحديثة أن البرامج متعددة التخصصات ضرورية لفهم النطاق الكامل لقدرات الدماغ وكيفية الحفاظ على صحته. كما أثبتت أن للسياق الثقافي تأثيرًا على وظائف الدماغ. وأوضح سلامة، أن أفريقيا لا تزال – للأسف – تفتقر إلى دراسات جيدة في هذا الصدد. وأضاف إن الاعتقاد الخاطئ بأن الشعوب الأفريقية تتميّز بتركيبة سكانية يغلب عليها الشباب قد أدى إلى خلق فجوة معرفية في البحوث المتعلقة بدراسة الصحة الدماغية للأفارقة المتقدمين في العمر. "يسعى برنامج زمالة المعهد الأفريقي للصحة الدماغية إلى سد هذه الفجوة من خلال تقديم رؤى قيّمة حول الصحة الدماغية في السياقات الأفريقية".
صممت هذه الزمالة للمتخصصين في بدايات حياتهم المهنية وفي منتصفها في مجالات الطب والصحة العامة وعلوم الأعصاب والتخصصات ذات الصلة، وهي تجمع بين المقررات الأكاديمية والبحث التطبيقي والإرشاد المهني والخبرة الميدانية.. سيدرس المشاركون موضوعات مثل الأمراض العصبية التنكسية، ومرونة الصحة النفسية، وأساليب الرعاية المجتمعية، بهدف تطوير حلول محلية مستنيرة للاستجابة لمخاوف الصحة العامة المتزايدة. ومن المقرر أن يكون لكلٍ من الجامعتين المستضيفتين – الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة الآغا خان – مجموعة تضم 15 طالبًا، يشاركون في أبحاث ودروس أكاديمية تُنفَّذ في كل موقع على حدة، بالإضافة إلى أنشطة بحثية ودراسية مشتركة بين الموقعين.
تأتي الزمالة الجديدة كإضافة لعديد من مبادرات الجامعة الأمريكية بالقاهرة القائمة بالفعل في مجال علوم الدماغ، مثل مسح الشيخوخة، وسجل الخرف، وبرامج بحثية أخرى متنوعة. سيستفيد الدارسون الملتحقون بالزمالة الجديدة من علاقات التعاون المشترك التي تربط الجامعة الأمريكية بالقاهرة مع المراكز الطبية المحلية، والمرشدين الإقليميين، وكبار الزملاء المحليين للمعهد العالمي للصحة الدماغية.
يعتمد البرنامج على شراكات الجامعة الأمريكية بالقاهرة الواسعة مع الجامعات والمستشفيات ومراكز الأبحاث الأفريقية والدولية. تهدف هذه الشراكات إلى توسيع فرص البحث المشترك، وتبادل البيانات، والتدريب المهني، مع تعزيز شبكة متعددة التخصصات من الباحثين المعنيين بالنهوض بالصحة الدماغية في القارة.
من خلال إطلاق زمالة المعهد الأفريقي للصحة الدماغية، تؤكد الجامعة الأمريكية بالقاهرة التزامها بتعزيز البحث العلمي والتعليم الذي يعالج الأولويات الإقليمية ويساهم في التنمية المستدامة في جميع أنحاء أفريقيا.