هل الانتقال إلى التدريس عبر الإنترنت يسهم حقاً في إبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد؟
أثار وباء فيروس كورونا الذي اجتاح الكرة الأرضية حدوث عدداً من التغييرات في جميع أنحاء العالم، حتى في حرمنا الجامعي إذ بدأنا التدريس عبر الإنترنت وتحول الغالبية العظمى من الموظفين إلى العمل عن بُعد. ومع هذه التغييرات، ظهر عدد من التحديات، سواءً كانت مشكلات تقنية أو في الاتصالات أو حتى تحديات اجتماعية وعاطفية أتت مع التباعد. ومن ثم تثير هذه التحديات التي تأتي نتيجة لحدوث تلك التغييرات الهائلة تساؤلاً، هل تحدث هذه التغييرات فارقاً؟
تقترح الدراسات: أجل.
يقوم الخبراء بمقارنة استجابة العالم لوباء فيروس كورونا بالجهود المبذولة خلال الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 من أجل تقييم والتنبؤ بفعالية مختلف تدابير الصحة العامة مثل إغلاق المدارس والتباعد الاجتماعي. اقترحت العديد من الدراسات أن التدابير التي اتُخذت في عام 1918 يمكن أن تسهم بالفعل في إبطاء انتشار الأمراض المعدية.
أُجريت دراسة في عام 2007 في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية Journal of the American Medical Association لدراسة 43 مدينة أمريكية على مدى 24 أسبوعاً أثناء وباء الإنفلونزا الإسبانية ووجدت أن المدن التي أغلقت مدارسها في وقت مبكر ولفترة أطول تمكنت من الحد من انتشار الإنفلونزا بشكل أفضل عن المدن التي لم تقم بذلك.
في مقابلة مع مجلة العلومScience Magazine ، أشار نيكولاس كريستاكيس، عالم الاجتماع والطبيب بجامعة ييل، إلى هذه الدراسة وذكر أن "الإغلاق الاستباقي للمدارس، أي إغلاق المدارس قبل ظهور أية حالات بها، ثبت أنه إحدى أفضل وأقوى التدابير غير العلاجية أو غير الدوائية التي يمكن اتخاذها." كما قال أيضاً "إن الإغلاق الاستباقي للمدارس قد أنقذ أعداداً كبيرة من الأرواح".
فعند إجراء مثل هذه المقارنات، من المهم أن نتذكر أن فيروس كورونا المستجد COVID-19 ليس نوعاً من الإنفلونزا، ولا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عنه. بالإضافة إلى ذلك، فقد تغير الزمن بشكل كبير منذ عام 1918، ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، وما زال من الصعب التكهن بكيفية سير الأمور. لذا ينبغي النظر إلى نتائج الدراسة على أنها مقترح وليست تأكيداً.
لذا، فإن خبراء الصحة العامة ما زالوا يعتقدون بأن التباعد الاجتماعي هو أحد أكثر الإجراءات الفعالة التي يمكننا اتخاذها لتسطيح المنحنى والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد COVID-19. يمكنك قراءة مقالنا السابق عن التباعد الاجتماعي وتسطيح المنحنى لمعرفة المزيد.
فالإجابة هي أجل، يعد الانتقال إلى التدريس عبر الإنترنت وتطبيق حظر التجوال وتشجيع نظام العمل عن بُعد أمراً صعباً، ولكن من المهم أن نتذكر أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة ليست وحدها في إحداث هذه التغييرات. ووفقاً لقناة CNBC الإخبارية، فقد أُغلقت بالفعل أكثر من 200 جامعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وتحولت إلى التدريس عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، تعد مصر واحدة فقط من ضمن 184 دولة قامت بإغلاق المدارس والجامعات على مستوى الدولة، مع تأثر أكثر من 1.5 مليار طالب في جميع أنحاء العالم نتيجة لتطبيق سياسات الإغلاق، وذلك وفقاً لليونسكو.
لدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة عدد من المصادر لمساعدة المجتمع خلال هذه الفترة. قم بزيارة صفحة إدارة الضغوط الخاصة بنا وتعرف على بعض النصائح حول كيفية الشعور بالسعادة أثناء العمل في المنزل.