الصفحة الرئيسية
En
Alumnae Nadia and Hind Wassef, founders of Diwan Bookstore, discuss the state of publishing and literature in Egypt today

هند ونادية واصف، خريجتا الجامعة، تتحدثان عن وصفة نجاح مكتبة ديوان

مارس 14, 2016

مع تراجع السياحة وانخفاض الاحتياطي النقدي الأجنبي بالقطاع المصرفي، يرى الكثيرون أن مصر ما بعد الثورة تمر بأوقات صعبة حيث تواجه الكثير من التحديات لإنعاش الاقتصاد المصري مرة أخرى. ولكن، وفقاً لهند واصف، خريجة الجامعة لعامي 1992 و1995، ونادية واصف، خريجة الجامعة لعام 1994 و1996، ومؤسستا مكتبة ديوان، فإن قراءة الكتب تعتبر إحدى الأنشطة التي ازدهرت أكثر في مصر ما بعد الثورة.

تقول نادية "كثيراً ما تولد أعظم القصص الأدبية والفن في أواسط الإضرابات والصراعات. ويعد المشهد الأدبي الحالي في كل من مصر والشرق الأوسط مثير للغاية. نحن مجتمعات تعيش وسط مراحل تحول هائلة وجذرية."

كانت الأختان واصف تراقبان وضع صناعة نشر الكتب عن كثب في منطقة الشرق الأوسط. تقول نادية "إن أكثر ما يثير الاهتمام هو ظهور ناشرين صغار ومستقلين مما يعني أن صناعة نشر الكتب تعتبر صناعة مربحة. كما يشير إلى أن الكُتاب والروائيين أصبح لديهم خيارات أكثر حينما يتعلق الأمر بالوصول على أكبر عدد من جمهور القراء."

منذ تأسيس مكتبة ديوان في عام 2002، فقد أصبحت مصدراً رئيسياً للمثقفين ومحبي المطالعة في مصر. تعد مكتبة ديوان الشهيرة أول مكتبة تبيع كتب للأطفال والكبار بالغات الإنجليزية، والعربية، والفرنسية والألمانية.

تعد مكتبة ديوان أكثر من مجرد مكتبة لبيع الكتب. لدى المكتبة روح خاصة بها، والمساحات المخصصة للمترددين عليها تُوصف بواحة ومنارة ثقافية في قلب مصر. كما يتواجد داخل فروع المكتبة مقاهي مصغرة لتشجيع الزوار على البقاء لمدة طويلة في مكان لطيف.

كما تعد مكتبة ديوان مكان ملائم لعرض كتب الكُتاب المحليين، والموسيقيين المستقلين، والفنانين وصانعي الأفلام الناشئين. وقد اتسعت سلسلة مكتبة ديوان لتشمل أطفال ديوان Diwan Kids، لتوفير كتب ولعب وألعاب للأطفال والتي تطلق طاقات الإبداع والخيال لديهم. كما تبيع المكتبة أقراص الفيديو الرقمية للأفلام السينمائية، وأقراص مدمجة للموسيقى، ومستلزمات لإطلاق طاقات الإبداع، هذا بالإضافة إلى عقد ورش العمل والمحاضرات. فالأختان واصف لا تريدان نشر الثقافة فحسب، وإنما تريدان ابتكارها.

حصلت نادية وهند على البكالوريوس والماجستير في الأدب الإنجليزي والمقارن من الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وبعد التخرج، التحقت نادية بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن، لدراسة الماجستير الثاني لها في علم الإنسان الاجتماعي، ثم اشتغلت كل من هند ونادية بمنظمات غير حكومية تعمل في مجالات قضايا المرأة والتعليم في مصر. ومع ذلك، لم تنسى الأختان العلاقة القوية التي تربطهن بالقراءة والأدب والتي نشأت أثناء دراستهن بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. تقول نادية "نحن نشعر أن الجامعة قد غرست بداخلنا حب القراءة، الذي بدوره ساهم في زيادة رغبتنا في اكتشاف كتب جديدة، والاشتياق لقراءة أساليب مختلفة من الكتابة أو كتابات حول التفكير الإبداعي."

وقد ألقت هند ونادية واصف، الكلمة الرئيسية في حفل التخرج نصف السنوي لشهادات الدراسات العليا في فبراير 2016، حيث اعترفت هند أنهن ملئن أرفف مكتبة ديوان بالكتب التي كُلفن بقراءتها أثناء دراستهن للماجستير في الأدب الإنجليزي والمقارن. تقول نادية "أثناء دراستنا للماجستير في الأدب الإنجليزي والمقارن، تعرفنا إلى كتابات الكثير من الروائيين والكُتاب، والتي أُضيفت إلى قائمة الكتب بمكتبة ديوان."

وفي كلمتها، تحدثت هند عن دراستها بالجامعة وكيف ساهمت في توسيع مداركها ونظرتها للعالم من خلال القصص الأدبية، وكيف ساهمت في تنمية شعورها بذاتها. تقول هند "لم أكن أعلم أنني أجمع الأفكار والقيم التي شكلت آرائي، والتي حاولت تطبيقها على حياتي فيما بعد."

إن الدروس التي تلقتها هند ونادية داخل وخارج الفصل الدراسي كانت هي الأدوات التي أنجحت مكتبة ديوان. تقول نادية "فكرنا في الطريقة التي يمكننا من خلالها ملء رفوف المكتبة وتجربة عناوين وأنواع جديدة من الكتب. فقد مكننا ذلك من نقل حبنا وشغفنا للقراء الآخرين الذين أعجبوا بجهودنا وبما أقدمنا عليه."

على مدى أعوام عديدة، نافس التوجه العالمي بترقيم الكتب المكتبات التقليدية، ليس من خلال سهولة شراء الكتب عبر الإنترنت فحسب، وإنما من خلال تزايد فرص نشر كتبك بنفسك. ولكن، لا يشكل ذلك أي تهديد للأختين واصف، فهن يرون ذلك فرصة سانحة للأعمال، والمؤلفين، والقراء على حد سواء. توضح نادية "إن القنوات الثورية التي تتاح من خلال نشر كتبك بنفسك إلكترونياً، والبث الصوتي للكتب، أي يكون نص الكتاب مسموعاً، توضح لنا الطرق العديدة التي أصبحت متاحة أمام المؤلفين لتحقيق المزيد من الانتشار، سواءً كان ذلك عبر قراءة كتبهم أو الاستماع إليها. فقد ازداد عدد المهتمين بفن الكتابة، وقاموا بتطبيق ذلك على أنفسهم."

تعمل الأختان واصف على دمج هذه التقنيات الجديدة داخل عملهم. والآن، أصبحت الخدمات التي تقدمها مكتبة ديوان تتضمن شراء الكتب عبر الإنترنت وتوفير الكتب الإلكترونية. يعد تطبيق Diwan-E المجاني خاص بتحميل الكتب على الهواتف الذكية وأجهزة التابلت، والذي يتيح أكثر من 1000 كتاب باللغة العربية، من بينهم 155 كتاب يمكن تحميلهم مجاناً. كما يتضمن التطبيق أيضاً أكثر من 100 كتاب باللغة الإنجليزية صادرة عن دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة. تقول نادية "تتغير طبيعة مجالي النشر والتوزيع بسبب التقنيات الجديدة التي تغير قواعد اللعب."

كان لمكتبة ديوان أثراً كبيراً على المشهد الأدبي في كل من مصر ومنطقة الشرق الأوسط لما يقرب من 14 عام، ولكن لن تتوقف الأختين واصف عند هذا الحد. "تعتبر الكتب الإلكترونية جزءً كبيراً من المستقبل، وكما هو الحال مع جميع المشروعات الجديدة، علينا إيجاد التركيبة الصحيحة التي توازن بين احتياجات وقدرات المستخدمين وبين تطلعات مقدمي الخدمة."

كُتب عن مكتبة ديوان في بعض الإصدارات الأجنبية، مثل مجلة تايم. وفي عام 2011، حصلت الأختان واصف على جائزة Veuve Clicquot Initiative for Economic Development، وجائزة أفضل سيدة في مجال ريادة الأعمال من المجلس الإقليمي للغرف التجارية الأمريكية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2013. وبالإضافة إلى ذلك، تضمنت القائمة السنوية لأقوى 200 سيدة أعمال في شركة عائلية في العالم العربي لعام 2014 هند ونادية واصف، ومرة أخرى تضمنت القائمة الثالثة السنوية لأقوى 100 سيدة أعمال في العالم العربي لعام 2015، ويصدر التقريران عن مجلة فوربز الشرق الأوسط.

قبل تأسيس مكتبة ديوان، تعاونت الأختان واصف في تحرير كتاب بعنوان Daughters of the Nile: Photographs of Egyptian Women’s Movements, 1900-1960  بالغتين العربية والإنجليزية والصادر عن دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2001. يعتبر الكتاب أول إصدار يوثق حركة المرأة المصرية خلال النصف الأول من القرن العشرين عبر الصور الفوتوغرافية.

ساهم التواصل القائم بين هند ونادية كأختين في إنجاح مكتبة ديوان بشكل سريع. تقول نادية "يرجع نجاحنا إلى قدرتنا على العمل معاً كشريكتين. فلدي أنا وأختي هذه المهارة، وقد قمنا بإثقالها من خلال العمل معاً في مكتبة ديوان. نحن نحترم آراء بعض، وفي الوقت نفسه، نوجه النقد إن تطلب الأمر ذلك. ولكن في النهاية، نحن نشترك في تحقيق هدف واحد وهو مصلحة الشركة، وهذا هو معيارنا للنجاح."

Share