الصفحة الرئيسية
En
Mohamed Hassanein Heikal delivering a lecture as part of the Arabic Public Lecture Series in 2002

محمد حسنين هيكل: تراث مصري وزائر متميز بالجامعة

فبراير 22, 2016

رحل عن عالمنا الكاتب والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي يعد من أشهر وأبرز الصحفيين المصريين والعرب، ومحلل سياسي مخضرم، والذي سنتذكره دائماً لشغفه وحبه للعمل الصحفي. كان هيكل يوصف بأنه مؤرخ تاريخ مصر الحديث، ووصفته جريدة  The New York Times  بأنه عميد المحللين السياسيين العرب.

يقول فهمي هويدي، الكاتب والصحفي الشهير، "طوال سنوات عمله الحافلة والمليئة بالأحداث الصاخبة، كان هيكل يرى نفسه أولاً وقبل كل شيء صحفياً. فقد اضطلع بمناصب أخرى في لحظات معينة من التاريخ، وكان مصدراً موسوعياً من المعلومات، وكاتباً ومحللاً سياسيا ًعظيماً، إلا أنه رأى نفسه صحفي في المقام الأول، وكان كذلك في كل يوم من حياته حتى اليوم الذي أصبح فيه مريضاً وتعباً على الاستمرار."

وقد ألقى هيكل الكلمة الرئيسية في حفل تخرج شهادات البكالوريوس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2007، والتي تحدث فيها عن الانتقال من جيل لآخر.

قال هيكل في كلمته "أنني هنا أمامكم رجل يمثل جيلاً يمشي بالعمر على طريق الغروب، لكن بالقرب منه طريقاً آخراً دخل عليه في الحال جيل تشرق الشمس علي شبابه بفيض من الأمل والخصب. إنني أمامكم هنا رجل طوف بالآفاق قريباً وبعيداً وتابع تجارب زمانه وعصره ورأي رأي العين خططاً ومشروعات تظهر، وعوالم تتشكل، ووقائع مشهودة في الحرب والسياسة، وعهوداً من الإمبراطورية والتحرر، والثورة والانقلاب، والتقدم والتراجع تحتدم على اتساع الوطن والإقليم والعالم. لكن من حول ذات الرجل في نفس اللحظة بشائر شروق طالع علي سماوات مفتوحة متوهجة بالفرح تعلن ميلاد نهار جديد."

اعتذر هيكل عن عدم قبوله لدرجة الدكتوراة الفخرية في العلوم الإنسانية التي منحتها له الجامعة بإجماع مجلس أوصيائها، واكتفي بقبول الحيثيات التي رتبت عليها الهيئة الأكاديمية للجامعة منحه درجة الدكتوراة الفخرية التي تمنحها للشخصيات التي تمثل علامات في مجالاتها. قال هيكل "أحسست بالفضل كاملاً حين تلقيت نص الحيثيات التي رتبت عليها الهيئة الأكاديمية للجامعة ما رأت توجيهه إليٌ من شرف، وكانت مطالعة هذه الأسباب كافية حتى أرى، أنه من باب المبالغة طلب إضافة عليها. إن رموز التكريم والتشريف أو ما شابهها من إشارات وعلامات هي بالنسبة للصحفي حق قرائه ومتابعيه وإذنهم وسماحهم بهذه الرموز هو مجرد اهتمامهم بعمله، وثقتهم فيه. ولقد أخذت بهذه القاعدة مع الأوسمة والنياشين والدرجات إزاء دول ومؤسسات علمية ومهنية، عربية وأجنبية، وحين بدا لبعضها أنني ألزم نفسي بما لا يلزم، فقد أبديت أن تلك قناعتي، والآن فات وقت الخروج عليها."

كما زار هيكل الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 1995، وألقى محاضرة بقاعة إيوارت التذكارية في أكتوبر 2002 والتي تحدث فيها عن مستقبل مصر بعنوان "المستقبل... الآن؟". في محاضرته، ألقى هيكل الضوء على القيادة السياسية في مصر والسياسات والإصلاحات التي اختص بها كل رئيس مصري منذ عام 1952. مع وضع المستقبل نصب عينيه، دعى هيكل لوضع رؤية متجددة وتقدمية لمصر تتسم بالشفافية، والحوار الجاد والبناء، وأهداف واضحة واستراتيجية.

وقد قام ابنه، أحمد محمد حسنين هيكل، رئيس مجلس إدارة ومؤسس شركة القلعة للاستثمارات المالية، بتسمية قسم هيكل للإدارة. وحصلت حفيدته، هدايت هيكل، خريجة الجامعة في عام 2006، على كأس رئيس الجامعة، وكأـس مجلس آباء الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2006.

شغل هيكل منصب رئيس تحرير جريدة الأهرام من عام 1957 وحتى عام 1964، وكان كاتباً لعمود أسبوعي بعنوان "بصراحة"، والذي كان السبب الرئيسي في وصف جريدة الأهرام "جريدة نيويورك تايمز العالم العربي" تحت قيادته (وفقاً للموسوعة البريطانية  Encyclopedia Britannica). كما أسس هيكل مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. وفي بداية مشواره الوظيفي، اشتغل هيكل بجريدة الإيجيبشيان جازيت ومجلة روز اليوسف، ثم أصبح محرر بمجلة آخر ساعة وجريدة الأخبار اليومية.

كان هيكل كاتم أسرار الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. هذا، وقد قام هيكل بتأليف 40 كتاب سرد فيها أحداث تاريخية كان قد عاصرها بنفسه، مثل عبد الناصر: وثائق القاهرة  Nasser: The Cairo Documents 1972 ، والطريق إلى رمضان  The Road to Ramadan 1975 ، وأبو الهول والقوميسير  Sphinx and Commissar 1978 ، وخريف الغضب  Autumn of Fury 1983 . كما كان هيكل عضواً باللجنة المركزية بالاتحاد الاشتراكي العربي (1968 – 1974)، ووزير الإرشاد القومي (أبريل – أكتوبر 1970).

وبعد وفاة عبد الناصر في عام 1970، ظل هيكل رئيساً لتحرير جريدة الأهرام حتى عام 1974، ثم أصبح صحفياً حراً بعد ذلك. وفي عام 2007، قدم سلسلة من المحاضرات حول الأحداث العالمية بعنوان "مع هيكل" على قناة الجزيرة القطرية.

Share