الصفحة الرئيسية
En

فريق أطفال الشوارع لكرة القدم

فبراير 25, 2014

يقوم فريق مكون من بعض أطفال الشوارع المصريين بممارسة لعبة كرة القدم مرتين في الأسبوع بملعب خلف أحمد الحبتور لكرة القدم ومضمار الجري بالجامعة. ويقوم بتدريب الفريق مجموعة من الخريجين ومدربي اللعبة بالجامعة، واشترك هؤلاء الأطفال في مسابقة كأس العالم لأطفال الشوارع والتي عُقدت بالبرازيل في 27 مارس 2014. لم تمنح هذه المبادرة هؤلاء اللاعبين الصغار أملاً في الحياة يتطلعون إليه ومأوىً آمناً من معيشة الشوارع فحسب، بل أعطتهم أيضاً الفرصة لكي يتسلط عليهم الضوء ويتمتعوا ببعض التقدير.

يقول محمد أبو حسين، خريج 2009 وواحد من المدربين الذين يقومون بتدريب أطفال الشوارع: "يتمثل هدفنا الأول في إنقاذ هؤلاء الأطفال من معيشة الشوارع وإعطائهم الفرصة لممارسة لعبة يحبونها ويتمسكون بها ويعودون إليها، واكتشفت المنظمات غير الحكومية التي نعمل معها أن كل الأطفال المشاركين فضلوا البقاء معهم من بعد أن أطلقنا هذه المبادرة. ونحن أيضاً نريد أن نعطي هؤلاء الفرصة ليشعروا ببعض التقدير ونريد أن نشعرهم أننا نحس بوجودهم."

بدأت الفكرة عندما قرر كل من كريم حسني، خريج الجامعة 2005، ومحمد خضر بيضون، خريج الجامعة 2006، واللذين قاما بتدريب فريق الجامعة لكرة القدم للرجال منذ 2008 وقادا فريق الجامعة إلى الفوز بثلاث دورات متتالية، أن يكونا فريقاً لكرة القدم من أطفال الشوارع من المصريين بعد حضورهما ندوة عن الحركة المنادية بإقامة مسابقة كأس العالم لأطفال الشوارع وذلك في لندن عندما كان فريق الجامعة يعد نفسه لخوض إحدى الدورات. ويوضح حسني: "بعيداً عن فريق الجامعة، كنا نطمح دائماً إلى القيام بشئ آخر بخلاف لعبة كرة القدم. وعندما سمعنا عن إقامة مسابقة كأس العالم لأطفال الشوارع في صيف 2011، لمعت الفكرة في أذهاننا بسرعة البرق."

التقى حسني في 2012 مع ممثل لمسابقة كأس العالم لأطفال الشوارع والحركة العالمية المنادية بحماية أطفال الشوارع التي تأسست 2010، وذلك لكي يعلم المزيد عن كيفية تكوين فريق من أطفال الشوارع المصريين. وعلمنا أنه يجب أن يكون الأطفال عاشوا على الأقل لمدة سنتين في الشوارع وسنة على الأقل في مكان للضيافة وذلك لكي يتمكنوا من التواؤم مع فكرة اللعب ضمن فريق."

بدأ حسني في التعاون مع عدد من المنظمات غير الحكومية، منها مجتمع القرية الأمل، وأنا المصري، وواجه من أجل الأطفال المحتاجين، وذلك لكي يجد لاعبين يمكن ضمهم إلى الفريق. وقد وجد حسني بعض اللاعبين الذين يصلحون لضمهم إلى الفريق، منهم خالد، 14 سنة، الذي يعشق كرة القدم لكنه لم يجد الفرصة لممارسة هوايته المفضلة لأنه ببساطة بلا مأوى منذ أن كان في السابعة من عمره. ويقول أبو حسين، الذي اعتاد اللعب ضمن فريق الجامعة لكرة القدم: "لقد عانى أطفال الشوارع كثيراً، وهذا الفريق يمثل تحدياً كبيراً. فالمدربون كان عليهم أن يعالجوا بعض التصرفات والسلوكيات غير المعتادة، لكن باعتقادي لا يوجد عامل أقوى من لعبة كرة القدم الجماعية لتقويم السلوك."

يقوم الفريق بالتدريب مرتين أسبوعياً وذلك في عدد كبير من الملاعب الموجودة بالقاهرة، إلا أن حسني بدأ في التعاون منذ الفصل الدراسي السابق معEnactus بالجامعة وذلك لكي يتمكن الفريق من التدريب بملاعب الجامعة. ويقول حسني: "كان أول تدريب لنا على أرض الجامعة يمثل إنجازاً كبيراً في حد ذاته لأنه كان بمثابة نقلة نوعية كبيرة، فالفريق كان يشعر بفرحة شديدة لوجوده في ملعب كبير ومجهز كملعب الجامعة ولأنه كان يشبه إلى حد كبير الملاعب التي سيجدون مثلها عند اللعب في البرازيل. أما بالنسبة لنا كمدربين للفريق، كنا نشعر بألفة شديدة وأننا في بيوتنا."

يقيم الفريق تدريباته على ملعب خلف أحمد الحبتور ومضمار الجري، وخاضوا أيضاً على أرض تلك الملاعب الكثير من المباريات ضد فرق أخرى. وتمكنوا من مقابلة لاعب كرة القدم المشهور محمد أبو تريكة الذي انضم لأحد تدريبات الفريق في يناير. وقام بتدريب الفريق أيضاً خريج آخر، مراد حكيم، وذلك بالإضافة إلى حسني وبيضون وأبو حسين.

كان حضور الجامعة طاغياً ليس عن طريق توفير الملاعب المجهزة وفريق التدريب فحسب، بل أيضاً عن طريق توفير متطوعين آخرين يعملون لخدمة الفريق وإنجاحه. فقد اشترك كلٍ من إنجي حسني وملك العيوطي، خريجو الجامعة 2013، في العمل ضمن فريق العلاقات العامة الخاص بدعم المبادرة. وقد قررت العيوطي المشاركة وذلك لولعها الشديد بالرياضة ومساعدة الأطفال. وبعد قضاء أربعة شهور مع فريق العلاقات العامة، كانت مندهشة لحجم الأثر الإيجابي المنعكس على الأطفال. فتقول العيوطي: "لقد تغيروا كثيراً خلال الأشهر القليلة الماضية، فقد أصبحوا أكثر انفتاحاً على الناس لأن الرياضة تعمل دائماً على نزع الأحقاد ومحو السلبيات."

لم يكن فريق العلاقات العامة قادراً على إحداث تغيير في رؤية اللاعبين لأنفسهم فحسب، بل كان قادراً أيضاً على إحداث تغيير كبير في نظرة البشر لأطفال الشوارع. فالناس بدأوا في النظر إليهم بصورة مختلفة ورؤيتهم على أنهم قادرين على فعل الكثير من الأشياء الإيجابية المدهشة وأنهم يستطيعون ببعض الدعم فعل الكثير. فهؤلاء الأطفال يملكون من الذكاء الفطري والمواهب التي تمكنهم من فعل الكثير، وإذا نجحنا في توظيف تلك المواهب والملكات على النحو الصحيح فإنهم بالتأكيد سوف يتمكنون من فعل الكثير من الأشياء الإيجابية المفيدة. وأرى أنهم مجموعة من الجواهر غير المصقولة."

يخوض الفريق المصري مسابقة كأس العالم لأطفال الشوارع والتي تٌقام في البرازيل في خلال شهر من الآن. وخاض الفريق العديد من المباريات استعداداً للمشاركة في الحدث الأكبر، وهو كأس العالم لأطفال الشوارع: وتتعاون مصر استعداداً لبطولة كأس العالم لأطفال الشوارع مع مجموعات الطلاب بالجامعة مثل التدريب من أجل الأمل وEnactus للترتيب لدورة رياضية تُقام في حرم الجامعة بالقاهرة الجديدة في 1 مارس 2014.

تأكيداً لأهمية منح مثل تلك الفرصة لأطفال الشوارع، يقول حسني: "لقد تقدم الفريق كله بشكل كبير، وتصلنا أخبار عظيمة من المنظمات غير الحكومية التي تتولى رعاية الفريق عن مدى التحسن في سلوك الأطفال ومدى الثقة بالنفس التي بدأوا في الشعور بها. فإذا أعطيت شخصاً ما الثقة والأمل، فثق أنه قادر على فعل أي شئ."

Share