الصفحة الرئيسية
En

الجامعة تعزز التعليم من أجل التنمية المستدامة في المدارس المصرية

Ioanna Moriatis

في غمرة الحركات المتنامية نحو إحداث تغيير في التعليم في مصر، أطلق مركز التنمية المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مشروعاً بعنوان مدرسة عام 2030: التعليم من أجل التنمية المستدامة في بولاق الدكرور في إطار مشروع إديوكامب III أو EduCamp III. يكمن الهدف الرئيسي للمشروع في تحويل التعليم في مصر عن طريق بناء المدارس في المناطق العشوائية وهو الأمر الذي يحقق أهداف الخاصة باستراتيجية التنمية المستدامة في البلاد، والتي تُعرف باسم رؤية مصر 2030.

يقول هاني سويلم، أستاذ الهندسة الميكانيكية والمدير المؤسس لمركز التنمية المستدامة الذي يقوم بإدارة مشروع إديوكامب، "لقد تحول العالم نحو التعليم من أجل التنمية المستدامة وذلك بعد أن شهدنا أثر الاستغلال البشري على الآخرين وعلى البيئة."

يمثل هذا المشروع المرحلة الثالثة من مبادرة التعليم من أجل التنمية المستدامة خارج الحرم الجامعي (إديوكامب)، والتي أُطلقت في عام 2010. وقد أُطلق المبادرة بدعم من برنامج تمبس التابع للاتحاد الأوروبي والجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة  RWTH آخن في ألمانيا المبادرة بهدف تعاون المؤسسات القومية والدولية لتقديم فكرة التعليم من أجل التنمية المستدامة في مصر.

يتمثل المكون الرئيسي لهذه المرحلة من المشروع في إعداد نماذج للمدارس المصرية كأمثلة لتوضيح كيفية تعزيز التعليم بما يتوافق مع رؤية مصر لعام 2030. يركز المشروع على تحويل مدرستين في بولاق الدكرور وهما مدرسة محمد فاروق وهدان الإعدادية ومدرسة جمال عبد الناصر الابتدائية.

يقول سويلم "أردنا إعداد نموذج يمثل المدارس المصرية، ومن أجل القيام بذلك، كان علينا استهداف المدارس القومية الموجودة في المناطق التي تحتاج إلى التدخل. إن التنمية المستدامة هي أكثر ما تحتاج إليه. لقد اخترنا مدرستين في بولاق الدكرور تجسدان المشكلات الحقيقية التي يواجهها معظم المصريين. نحن نريد إيجاد حلول مصممة خصيصاً لمواجهة التحديات الاقتصادية الاجتماعية الفريدة التي تواججها مصر."

خلال المرحلة الأولى من المبادرة إديوكامب I أو I EduCamp، أعد الفريق مجموعات أدوات التعليم من أجل التنمية المستدامة وقام بتسليمها إلى العديد من المدارس في مصر، وافتتاح سبعة مراكز للتميز في سبع جامعات مصرية. أما في المرحلة الثانية من المشروع إديوكامب II أو II EduCamp، والتي أُطلقت في عام 2014، بدأ مركز التنمية المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة العمل على تقديم التعليم من أجل التنمية المستدامة في المناطق العشوائية في جميع أنحاء مصر.

يهدف برنامج مشروع إديوكامب III الآن إلى تقديم تعليم التنمية المستدامة في المدارس المصرية على مدار عام واحد وتنفيذ المبادرة على نطاق أوسع بدعم من الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية. تشمل خطط العمل إعداد مجموعات الأدوات الخاصة بالتعليم من أجل التنمية المستدامة، وإعداد وإجراء برنامج لتنمية القدرات للأطراف المعنية فيما يتعلق بالمدارس وتجديد مرافق المدارس لتشمل الموارد اللازمة.

سيتم أخذ مدارس بولاق الدكرور كأمثلة لمساعدة الأطراف المعنية في النظام التعليمي المصري لإيجاد حلول للقضايا المتكررة في المدارس الحكومية، مثل مشكلات البنية التحتية، والفصول الدراسية المكتظة بالطلاب، وجودة التعليم والعنف. يأخذ المشروع بعين الاعتبار وبشكل خاص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والإناث والأمهات في تصميم مدارس نموذجية بناءً على الاحتياجات المحددة للمجتمع.

منذ سبتمبر 2017، قام فريق المشروع بتقييم احتياجات المدرستين ووضع خطط لتجديد وتنفيذ برامج التدريب. يقول سويلم "نحن نقوم حالياً بتدريب معلمي ومديري المدارس ونعمل على تجديدها".

يرى سويلم نظام التعليم كنقطة بداية لمعالجة القضايا الكبرى في مصر. ففي رأيه، إن المجالين الذين يتطلبان أكبر قدر من العمل والتركيز في النظام التعليمي هما تدريب المعلمين والتعليم الفني والمهني. يؤكد سويلم "ستفاجأ بما يستطيع المعلمون المؤهلون القيام به داخل الفصول الدراسية دون توافر الموارد أو توافرها بقدر ضئيل. وهذا هو السبب في أن المعلم هو أهم طرف في النظام التعليمي. ومن الأهداف الأخرى التي لا تقل أهمية عن ذلك، إعادة هيكلة النظام التعليمي الفني والمهني. فإن التركيز على ذلك سيساهم في حل العديد من المشكلات الأخرى، مثل نقص العمالة الماهرة، ومساعدة الاقتصاد المصري ككل.

حددت استراتيجية التنمية المستدامة، رؤية مصر 2030، ثلاثة أهداف رئيسية، وهم:

  1. تحسين جودة النظام التعليمي ليتماشى مع النظم الدولية.
  2. إتاحة التعليم للجميع دون تمييز.
  3. تعزيز القدرة التنافسية للأنظمة التعليمية ومخرجاتها.

يكمن الأمل في أن يقوم هذا المشروع بدفع النظام التعليمي في مصر قدماً نحو تحقيق رؤية البلاد لعام 2030. يؤكد سويلم "إن أنتجت شباب الملم بالاستدامة، ستكون قد أنتجت جيلاً جديداً يكون على وعي بالمشكلات التي تواجهه ويمكنه إيجاد الحلول الملائمة للتحديات التي تواجهها مصر."

Share