الصفحة الرئيسية
En

الجامعة تناقش فرص وتحديات التعليم المدمج في مصر

Ioanna Moriatis
أكتوبر 1, 2017

ناقشت الجامعة الأمريكية بالقاهرة طرق إثراء مناهجها التعليمية وفوائد التعلم عبر الإنترنت والتعليم المدمج في مصر والمنطقة العربية في محاضرة عامة ونقاش عن التعليم المدمج في مصر. في إطار تعاون الجامعة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومؤسسة عبد الله الغرير للتعليم والجامعة الأمريكية في بيروت، نظمت الجامعة محاضرة عامة ونقاش بعنوان "التعليم المدمج في مصر: الفرص والتحديات" في حرم الجامعة بالقاهرة الجديدة. تحدث في المحاضرة طارق شوقي، وزير التعليم والتعليم الفني، وفيه جيه كومار، العميد المشارك للتعليم الرقمي والمدير التنفيذي لمختبر عبد اللطيف جميل للتعليم بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومايسة جلبوط، الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبد الله الغرير للتعليم. قام بإدارة النقاش إيهاب عبد الرحمن، الرئيس الأكاديمي للجامعة الأمريكية بالقاهرة. أقيمت هذه المحاضرة برعاية كل من MBC مصر وجريدة المصري اليوم ومجلة إيجيبت توداي.

قال فرانسيس ريتشياردوني، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة في كلمته، "إن ما تحاول الجامعة الأمريكية بالقاهرة القيام به في مصر هو استكشاف طرق جديدة للتعلم وطرق جديدة لتطوير ونقل المعرفة."

تمحور النقاش حول التركيز على إحلال الممارسات التعليمية الحالية في مصر وزرع رغبة حقيقية للتعلم، حيث قال شوقي "علينا أن نعيد تحديد ما نقصده بالتعليم، وننشئ ثقافة التعلم والاستمتاع بالعملية التعليمية."

 

 

قال كومار "أعتقد أن القوة الحقيقية تكمن في التحول التعليمي"، حيث ناقش الأثر الهائل الذي يمكن أن تحدثه مبادرات التعلم عبر الإنترنت على العملية التعليمية، حيث يملك معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إمكانات واسعة النطاق لمشاريعه التعليمية عبر الإنترنت وعبر التعليم المدمج.

يرى كل من جلبوط وكومار أن التعليم المدمج والتعلم عبر الإنترنت هما خطوتان رئيسيتان في زيادة فرص الحصول على التعليم. وأشار كومار إلى أن "زيادة النفاذ" لا يشير فقط إلى زيادة عدد الطلاب الذين يستطيعون الوصول إلى الموارد التعليمية، بل يشير أيضاً إلى تنوع المتلقين. وأضاف كومار "ما أراه من خلال هذه الجهود هو أننا قادرون على تلبية الاحتياجات التعليمية لمختلف أنواع الجماهير بطرق مختلفة."

كما ترى جلبوط إمكانية تحويل النفاذ إلى التعليم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تقول جلبوط "نحن كمؤسسة، نقوم بالتركيز على توفير فرص الحصول على التعليم لأكثر الطلاب تفوقاً في المنطقة والذين لا يملكون الموارد التي تمكنهم من الالتحاق بالجامعات الكبرى مثل الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة الأمريكية في بيروت. إن الضرورة هي أم الاختراع، والتعلم عبر الإنترنت هو بالتأكيد الاختراع الذي نحتاج إليه لنكون قادرين على الوصول إلى عدد أكبر من الطلاب في جميع أنحاء المنطقة."

إن فوائد التعليم المدمج والتعلم عبر الإنترنت لا تقتصر على دورات العلوم والرياضيات، وتنفيذ هذه الاستراتيجيات لا يستند بالأساس إلى اختيار الدراسة عبر الإنترنت بشكل كامل أو الدراسة في قاعات الدرس. قال كومار "يعد الجمع بين طريقتي الدراسة عبر الإنترنت والدراسة التقليدية أكثر قيمة، كما أن قيمة الدمج بين الطريقتين متأصلة في القدرة على تصميم دورات حسب الطلب."

أشار أحمد سعيد، الذي يقوم بدراسة ميكرو ماسترز في إدارة سلسلة التوريد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بعد حصوله على منحة دراسية من مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، "أنه غالباً ما يُنظر للتعلم عبر الإنترنت كخيار أفضل من الطرق التقليدية." يسمح برنامج ميكرو ماسترز للطلاب البدء في دراسة برنامج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عبر الإنترنت، والحصول على الاعتمادات الأكاديمية التي تسمح لهم في وقت لاحق بالحصول على درجة الماجستير من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. أضاف سعيد "يقوم ذلك النوع من التعليم بإلغاء المسافات. إن التعلم في جامعة كبيرة مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قد أصبح سهلاً للغاية من خلال التعلم عبر الإنترنت."

من خلال عملية البحث عن شركاء في جميع أنحاء المنطقة، رأت مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم إمكانات كبيرة في تعاونها مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة بسبب استثمار الجامعة في التعليم المتميز والمشاركة في استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية. قالت جلبوط "نظرا لريادة الجامعة الأمريكية بالقاهرة للتعليم في مصر، يمكنها أيضاً أن تكون رائدة في التعاون مع الجامعات الأخرى في المنطقة."

ومن خلال كونها مركزاً للإبداع والابتكار، خطت الجامعة خطوات كبيرة لدعم تنفيذ نهج التعليم المدمج والتعلم عبر الإنترنت. أكد عبد الرحمن على التزام الجامعة الأمريكية بالقاهرة باستكشاف استراتيجيات تعليمية رائدة مشيراً إلى تولي عزيزة اللوزي، مدير مركز التعلم والتدريس، منصب الرئيس الأكاديمي المشارك للتعلم والتدريس التحويلي مؤخراً.

قالت اللوزي، التي تحدثت عن معسكر تصميم للتعليم المدمج بين الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، والجامعة الأمريكية في بيروت، "كان معسكر التصميم تجربة فريدة حيث تعلمت أموراً من بعضنا بعض. فقد تعاونت هيئة تدريس الجامعة الأمريكية بالقاهرة مع هيئتي تدريس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في بيروت لتصميم المناهج الدراسية وعرضها على النظراء وتلقي ردود الفعل التفصيلية. كما نتج عن هذا المعسكر الكثير من الأفكار لمواصلة هذا التعاون في المستقبل."

قامت الجامعة بالفعل بتدريب 68 من أعضاء هيئة التدريس على تقديم دورات التعليم المدمج، وقد قامت بالفعل بتصميم وتقديم أربع دورات. حالياً، تعد الجامعة في طور تصميم 15 مقرر دراسي قائم على التعليم المدمج من ضمن العديد من الجهود المبذولة لزيادة طرق التعليم المدمج في تجربة الجامعة التعليمية. وقد لعب مركز التعلم والتدريس دوراً رئيسياً بالجامعة في تدريب أعضاء هيئة التدريس وتحفيز هذه الجهود.

ناقش شوقي عدة خطط مفادها أن وزارة التربية والتعليم شرعت في تجديد النظام التعليمي في مصر. شملت تلك الخطط العديد من المشروعات الحالية مثل العمل على التوسع في بنك المعرفة المصري، وإقامة مكتبة رقمية تضم محتوى دولي، وإدخال نظام إدارة جديد عبر الإنترنت. يعد إعادة تشكيل مفهوم التعليم للمجتمع في صميم هذا التحول.

لاحظ كل من شوقي وجلبوط إحجام البعض عن التعليم المدمج والتعلم عبر الإنترنت في جميع أنحاء المنطقة. كما تقوم العديد من الحكومات بعدم اعتماد التعلم عبر الإنترنت قلقاً من جودة هذا النهج التعليمي. قال شوقي "المشكلة في مصر ليست خاصة بالتقنية أو المنهج أو التقييم، إنما في إعادة تعريف مفهوم التعلم. لن يكون لمناقشتنا جدوى إلا إذا تمكنا من إقناع الناس أن هذا النهج هو نهج تعليمي بحت."

وأضاف شوقي أن هناك تحدياً كبيراً آخر وهو التحدي المتمثل في إدارة حجم النظام التعليمي الضخم في مصر والذي يضم أكثر من 22 مليون طفل. وفي إطار هذا النظام، تظهر تحديات متعددة عند تنفيذ استراتيجيات مبتكرة.

وأضافت جلبوط أيضاً أن معظم المحتوى عبر الإنترنت يتم إنتاجه باللغة الإنجليزية، مما يجعل من الصعب زيادة الوصول إلى العديد من الطلاب الذين لا يتحدثون اللغة الإنجليزية في جميع أنحاء المنطقة. وثمة عقبة أخرى تتمثل في العمل على زيادة فرص حصول السكان المحرومين على التكنولوجيا، إلا أن جلبوط ترى أن الجهود المبذولة حالياً للتغلب على هذه العقبات جهوداً مشجعة.

وقالت جلبوط "نعتقد أن التحديات كثيرة، لكنها ليست مستعصية، حيث تسمح لنا التكنولوجيا بالتعرف على التحديات التي تواجه الطلاب وتقديم الدعم لهم في الوقت الذي يحتاجونه حتى يتمكنوا من التغلب على تلك التحديات في التعلم بدلاً من تثبيط همتهم."

وقال شوقي إن الحكومة المصرية لا يمكن أن تعمل وحدها على دعم هذه التغييرات الكبرى. كما دعا الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومجتمعها الإبداعي إلى تقديم مقترحات لتحسين العملية التعليمية، وخاصة فيما يتعلق بتدريب المعلمين وتقييمهم، وشدد على أهمية التعاون مع شبكة من منظمات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية من أجل إحداث تغيير حقيقي."

Share