الصفحة الرئيسية
En
Hani Henry: "There is always hope as long as we are alive"

التئام جروح أمة: كيف نتحد معاً ونتغلب على الألم

كانت التفجيرات الأخيرة التي استهدفت الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية القديس مرقس الأرثوذكسية بالعباسية، وانفجار عبوة ناسفة بكمين أمني بالجيزة قبل ذلك بيومين، ووقوع انفجار آخر في سيناء قبلها بأسبوعين، بمثابة الذكرى الأليمة للإرهاب وتأثير ذلك على الأفراد، والمجتمعات، والأمم. فمع شعور الكثير من المصريين بالحزن والألم والغضب، يتحدث هاني هنري، أستاذ مساعد في علم النفس ورئيس قسم علوم الاجتماع والإنسان والنفس والمصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عن كيفية تخطي المصريين لمثل هذه المشاعر السلبية. متأثراً بخبيرة العلاج النفسي العائلي الأمريكية الشهيرة فروما والش حول المعاناة والشفاء والقدرة على التغلب على المشكلات، يقدم هنري آرائه حول تحويل الشعور السلبي إلى قوة إيجابية من أجل اتحاد الأمة وبناء المجتمع.

كيف يمكن للمصريين التغلب على هذا الشعور بالحزن الشديد؟

من المهم جداً أن يفهم ويفصح الجميع عن شعورهم الناجم عن وقوع مثل هذه الأحداث الرهيبة. فالإسراع في استعادة التوازن وتجاهل مثل هذه المشاعر الحزينة قد يكون له آثاراً مدمرة، لذا علينا ألا نستعجل عملية التغلب على الألم وأن تأخذ وقتها دون تسرع.

ما هو الطريق لتحقيق الشفاء العاطفي أو النفسي؟

يساعد الدعم الاجتماعي ومطابقة المشاعر  mirroring  في عملية التعافي والشفاء العاطفي والنفسي. ومن المهم أيضاً أن يقوم الأفراد بممارسة حياتهم بنفس الطريقة على قدر الإمكان. بالطبع، قد يصعب القيام بذلك نتيجة للحزن الشديد الذي قد يشعر الفرد به، ولكن قد يساعد القيام بنفس الأعمال الروتينية في محاربة الشعور باليأس والفراغ، وسيمنعهم من التفكير في تجاربهم المؤلمة. علاوة على ذلك، من المهم أن يميل الفرد للشعور بالتفاؤل حتى وإن بدى الموقف كئيب وميئوس منه. فلا يزال الأمل موجوداً طالما نحن على قيد الحياة.

فضلاً عن الحزن، يشعر الكثير من المصريين بمشاعر مختلطة بين الارتباك والارتياب. فما هي أفضل طريقة لإغلاق هذا الباب والشعور بالسلام الداخلي والراحة النفسية كي يتمكن الفرد من مواصلة حياته؟

قد يشعر الكثير من الأفراد بمشاعر مختلطة مثل الحزن والغضب والتوتر. كما قد يشعرون بما يسمى بعقدة الناجي أو  survivor guilt  حينما يتساءلون لماذا حدث ذلك للضحايا وليس لهم أنفسهم. فمن المهم للغاية أن يكون للأفراد منفذاً للتحدث والتعبير عما يشعرون وعما يجول بخاطرهم بدلاً من كبت هذه المشاعر. وهناك أيضاً حاجة لمحاولة إقرار هذه المشاعر والتعبير عنها بشكل طبيعي.

هل التنفيس عن هذه المشاعر طريقة فعالة للشفاء؟

أجل، يؤكد الأطباء النفسيين على أن التعبير عن تلك المشاعر وإقرارها يعد من أكثر العناصر التي تساهم في الشفاء. من المهم أيضاً أن يعتني الفرد بصحته حيث أن الصحة الجيدة ستساعده على الاستمرار. أما إن استمرت المشاعر السلبية في إعاقة الفرد من مواصلة حياته بشكل طبيعي، لابد من اللجوء إلى مساعدة أطباء الصحة النفسية.

كيف يمكننا الاستفادة من مثل هذه المصاعب والأحداث المأساوية في الاتحاد معاً وفي بناء مجتمعنا وأمتنا؟

يمكن أن تكون الأزمات فرصة للنمو. بالرغم من قبح هذه الهجمات الإرهابية، فقد تمكن الناس من رؤية بعض الجوانب الإيجابية لما حدث. فعلى سبيل المثال، زاد شعور التضامن والاتحاد بين المسيحين والمسلمين ضد هذا التوحش والإرهاب بعد وقوع تفجيرات الكنيسة البطرسية. كما أثبت هذا الحدث المروع أن المصريين يعتزون بالحياة ويرفضون ثقافة الموت التي اجتاحت المنطقة. فهذه تعد إشارة إيجابية للغاية وتمنحني الأمل بأن مصر تتغير وتقدر الحياة أكثر وأكثر.

ما هي كلماتك الختامية التي تنصح بها؟

لمن يشعرون بالألم أو الحزن أو أي مشاعر سلبية أخرى، يمكنهم توظيف تلك المشاعر والانخراط في القيام بمهمة أو تحقيق هدف رئيسي في حياتهم. قد يبدو الأمر صعباً وشاقاً في بداية الأمر، لكنه ممكناً بدون شك. كما يمكن أن يساهم التمسك بالروحانيات في تعميق وترسيخ الروابط بين منهم في حداد.

Share