الصفحة الرئيسية
En
Sociology Professor Michael Ryan examines the growing popularity of online dating

البحث عن الحب عبر الإنترنت: أهو توجه في تزايد؟

يبدو أن المواعدة عبر الإنترنت قد أصبحت رائجة للغاية، بداية من المواقع الأولى مثل Match.com أو OkCupid إلى تطبيقات الهواتف المحمولة الجديدة مثل Tinder، حيث يتمكن الكثيرون من البحث عن الحب عبر الإنترنت من خلال طرق عديدة.

لم أصبح البحث عن الحب عبر الإنترنت توجهاً في تزايد؟ يذكر مايكل ريان، مدرس الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن السبب في ذلك قد يرجع إلى الاستخدام والاعتماد المتزايد للمجتمع على التكنولوجيا. يقول ريان "يعد هذا جزء كبير من التطور الاجتماعي، أو ما قد اسميه تراجعاً اجتماعياً، حيث أنه قد تم دمج حياتنا في التكنولوجيا بالكامل، وأعتقد أن استخدامنا للتكنولوجيا بصورة مستمرة قد انتقل إلى عالم المواعدة. إن كنت سأطلب مشترياتي، وألعب الألعاب، وأتحدث مع الناس عبر الإنترنت، فمن المنطق أن تتم المواعدة عبر الإنترنت أيضاً."

بينما هناك مواقع مثل OkCupid والتي قامت بالتوفيق بين الكثير من العزاب على مدى سنوات، فقد أصبحت المواعدة عبر الإنترنت أكثر رواجاً بعد ظهور بعض التطبيقات الجديدة التي يتم تحميلها على الهواتف المحمولة مثل Tinder، والتي تخدم أكثر من 10 مليون مستخدم يومياً. يذكر ريان أن السبب في رواج تلك التطبيقات الجديدة يرجع إلى بحث المستخدمين عن نوعيات مختلفة من العلاقات العاطفية، قائلاً "نجد أن مواقع مثل OkCupid أو Match.com تميل إلى مساعدة العزاب الراغبين في المواعدة التقليدية، بينما تساعد المواقع الجديدة مستخدميها في العثور على العلاقات العابرة."

وبالإشارة إلى فرضية الكبت repressive hypothesis للفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، يعتقد ريان أن السياق الاجتماعي يوضح السبب في رواج تلك التطبيقات مثل Tinder. يوضح ريان "كلما تحاول كبت أو قمع شيء ما، سيشعر الناس بالفضول لمعرفة ماهيته. على سبيل المثال، حينما نتحدث عن العصر الفكتوري بانجلترا، فلا زالنا نتحدث عن "الأفكار المثالية الفكتورية" على أنها أفكار جنسية قمعية، ولكنها في حقيقة الأمر، كانوا يتطرقون إلى كل ما قد يتبادر إلى الذهن أكثر من أي وقت مضى. كانوا يتحدثون عن الزواج المثلي، والدعارة، والإجهاض صراحة وعلناً."

يشير ريان إلى هناك تفسيراً آخراً لوجود هذا العدد المتزايد من القنوات الخاصة بالمواعدة وهو التسويق المتخصص، أي التركيز على تسويق منتج معين، قائلاً "يرجع هذا العدد المتزايد من القنوات الخاصة بالمواعدة إلى التسويق المتخصص، وهكذا يكون الحال فيما يتعلق بأي سلع استهلاكية. هناك مقدمة عامة للسلع الاستهلاكية، وحينما يسأم الناس من شرائها، يقوم منتجوها بتسويقها من خلال سوق متخصص كي يستمر هؤلاء في شرائها. على سبيل المثال،  حيث أنني من ولاية إنديانا الأمريكية، حينما أعود للوطن، أرى كمية هائلة من الإعلانات لموقع farmersonly.com، وهو موقع للمواعدة للمزارعين فقط. يعد التسويق المتخصص جزءً من التطور الطبيعي للسلع الاستهلاكية التي تراها على وجه العموم."

مع أخذ كل ما سبق في الاعتبار، هل تُحدث هذه التكنولوجيا أو هذه المواقع الجديدة مثل Match.com و Tinderثورة في عالم المواعدة في مصر؟ وفقاً لريان، لا تزال المواعدة عبر الإنترنت محدودة في الوقت الحالي نتيجة لوجود قيود على إمكانية إتاحته والوصول إلى التطبيقات الخاصة بها. يقول ريان "تبلغ نسبة إتاحة الإنترنت حوالي 30% في مصر، وبالطبع، يجب أن تكون متحدثاً باللغة الإنجليزية، حيث أن حوالي 80% من المواقع تكون باللغة الإنجليزية. بمعنى آخر، تتمكن مجموعة صغيرة نسبياً من الدخول على مواقع المواعدة عبر الإنترنت. ولكن، لا أعتقد أن المواعدة عبر الإنترنت سيكون لها أثراً سلبياً ملموساً على الأشكال التقليدية للمواعدة بعد. قد يكون لها أثراً في المستقبل مع تزايد إتاحة الإنترنت."

برغم الأثر المحدود للمواعدة عبر الإنترنت حالياً، يعتقد ريان أن الأمر سيكون له أهمية أكثر في المستقبل، فلن يؤثر ذلك على الطريقة التي نبحث بها عن الحب فحسب، وإنما على الطريقة التي نفكر بها حيال بعض القضايا الاجتماعية الأخرى أيضاً. يقول ريان "أعتقد أنه إذا تم إجراء دراسة حول الإنترنت ومواقع المواعدة هذه، فإن ذلك قد يمنحنا رؤى وآراء مثيرة عن الجنسانية، والنوع، والمواعدة، والعلاقات العاطفية، وغير ذلك. إننا لم نحقق ذلك بعد بسبب محدودية إتاحة الإنترنت، لكن سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما الذي سينجم عن المواعدة عبر الإنترنت."

Share